في مشهد بات مألوفًا، يتنقل طلاب الجامعات وهم يحدقون في هواتفهم، حتى أثناء المشي مع الأصدقاء أو انتظار بدء المحاضرات. فالوجوه أصبحت منكفئة على الشاشات، والمحادثات الحية أضحت نادرة، مما دفع الصحافة الأمريكية لوصف الحرم الجامعي بأنه «غابة من الزومبي الرقميين».
لحظة تمرد
ونشرت صحيفة نيويورك تايمز قصة شون كيلينغسوورث خريج الجامعة الذي شعر في عامه الثاني أن شيئًا ما ليس على ما يرام. لقد كان يتوق إلى تواصل بشري حقيقي، خالٍ من الوسائط والشاشات، فقرر إطلاق مبادرة بسيطة لكن ثورية، وتتمثل في: «لقاءات أسبوعية بلا هواتف».مبادرة تنتشر كالنار
ما بدأ كمحاولة فردية تطوّر إلى حركة باسم Reconnect، حيث يجتمع الطلاب لساعات محددة دون أي أجهزة رقمية. وانتشرت الفكرة بسرعة، لتشمل الآن 6 جامعات في 4 ولايات أمريكية، بل وخرجت من أسوار الجامعات إلى فعاليات عامة في نيويورك وأورلاندو وتامبا.تواصل بلا إشعارات
وحول هذه المبادرة، تقول رئيسة برنامج Reconnect بجامعة سنترال فلوريدا ميا شافنر: «المحادثات التي أخوضها هنا لا أجدها في أي مكان آخر».ويُطلب من المشاركين في الجلسات تسليم هواتفهم عند الدخول، في مساحة آمنة تتيح الحديث والانفتاح بدون انقطاع.
إدمان لا نعترف به
ويأتي التحول نحو هذه الفكرة وسط تنامٍ في التحذيرات من تأثير الهواتف ووسائل التواصل على الصحة النفسية. فقد ربطت دراسات متزايدة استخدامها المفرط بارتفاع معدلات القلق، والاكتئاب، والعزلة الاجتماعية بين الشباب.موجة تغيير
ومن كتب مثل «الجيل القلق» إلى حملات مثل «انتظر حتى الصف الثامن»، يبدو أن هناك تحركًا ثقافيًا جديدًا ضد الإدمان الرقمي. حتى أن بعض الولايات الأمريكية بدأت بفرض حظر استخدام الهواتف في المدارس الحكومية.محادثات حقيقية
وفي ظل هذا الزخم، تفتحReconnect الباب أمام سؤال جريء: هل يمكننا فعلاً أن نستعيد السيطرة على وقتنا واتصالنا الحقيقي؟ويبدو أن الجواب بدأ يتشكل من داخل الحرم الجامعي.
أخبار ذات صلة
0 تعليق