في تطور مقلق يثير ذعراً صحياً في أوروبا، أفادت تقارير طبية بأن طفرة جينية جديدة في سلالة H3N2 من فايروس الإنفلونزا الموسمي قد تؤدي إلى «أسوأ موسم في عقد»، مع ارتفاع حاد في الحالات بدأ منذ سبتمبر بدلاً من نوفمبر كالمعتاد.
وأوضح تقرير نشرته BBC أن هذه الطفرة، التي ظهرت في يونيو الماضي، سمحت للفايروس بتجاوز المناعة الجزئية لدى السكان، ما أدى إلى انتشار سريع بين الأطفال في المدارس، وتهديد أكبر لكبار السن، حيث يُقدر معدل الانتشار الآن بـ1.4، أي أن كل 100 مصاب ينقلون العدوى إلى 140 شخصاً آخرين.
**media«2611692»**
ووفقاً لمركز الإنفلونزا العالمي في معهد فرانسيس كريك بلندن، حدثت 7 طفرات في الوقت نفسه خارج موسم الإنفلونزا، وهو أمر «غير معتاد»، ما دفع السلالة إلى «انتشار سريع» في الصيف.
وبحلول سبتمبر، ارتفعت نسبة الاختبارات الإيجابية إلى 12%، مقارنة بـ6% في 2022، و3% في 2024، مع بداية الموجة المبكرة بسبب عودة الأطفال إلى المدارس وانخفاض درجات الحرارة.
وفي المملكة المتحدة، أصدرت هيئة الأمن الصحي إنذاراً عاجلاً، و2.4 مليون جرعة لقاح في الأسبوع القادم، مع نصيحة باستخدام مضادات الفايروسات مبكراً لتقليل المضاعفات.
وحذرت مديرة مركز الإنفلونزا العالمي نيكولا لويس قائلة: «لم نرَ فايروساً مثل هذا منذ فترة، هذه الديناميكيات غير عادية، يقلقني الأمر تماماً، لست مذعورة لكنني قلقة، سنشهد موسم إنفلونزا قوياً»، مضيفة: «H3N2 دائماً ما يكون فايروساً أكثر حدة، أكثر شراً، يؤثر بشكل أكبر على السكان، خصوصاً كبار السن».
**media«2611691»**
في السياق التاريخي، تسببت H3N2 في آلاف الوفيات في المواسم السابقة، مثل 16 ألف وفاة في 2022-2023، وشهدت أستراليا هذا العام أسوأ موسم مسجل، رغم عدم مواجهتها للطفرة نفسها، كما أن اليابان أغلقت مدارس مؤقتاً لاحتواء التفشي، ما يعكس الانتشار العالمي المتوقع.
من جانبه، قال كريستوف فريزر من معهد العلوم الوبائية بجامعة أكسفورد إنه «من المحتمل جداً أن يكون موسم إنفلونزا سيئاً، ويحدث قريباً جداً، نحن بالفعل في منتصفه»، بينما أكدت الدكتورة ماري رامزي من هيئة الأمن الصحي أنه مهما كانت السلالات المتداولة هذا الشتاء فإن اللقاح سيوفر حماية جزئية على الأقل للفئات الضعيفة من الإصابة الشديدة والاستشفاء.
ومع اقتراب الشتاء، يدعو الخبراء إلى التطعيم الفوري، خصوصاً لكبار السن والمرضى المزمنين، محذرين من أن هذا الموسم قد يفوق السنوات العشر الماضية في الشدة.

0 تعليق