في مشهد يمزق القلوب ويثير الغضب الجماعي، شيّع مئات الأهالي والأقارب جثامين الأم وأطفالها الثلاثة، ضحايا الجريمة الوحشية التي هزّت منطقة فيصل بالجيزة، مساء الأحد الماضي.
طفلة اللبيني عذراء
وأثناء الجنازة، التي أقيمت في مسجد «الرحمة» بمنطقة فيصل قبل نقل الجثامين إلى مقابر طريق الفيوم للدفن في مدافن العائلة، فجر والد الضحايا قنبلة ألقت الضوء على الشائعات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن ابنته «جنى»، البالغة من العمر 13 عامًا، لم تتعرض لأي اعتداء جنسي، وأنها لا تزال سليمة وعذراء كما أثبت تقرير الطب الشرعي المبدئي.
ووصف الأب، حمادة أبو المكارم، الذي أُخلي سبيله بعد التأكد من براءته من أي تورط في الواقعة، الشائعات المتداولة عن اغتصاب ابنته بأنها «كلام يحزنه جدًا ويؤذي ذاكرة عائلته»، وقال في تصريحات حصرية أمام الحضور الذين جاء بعضهم من مختلف الأعمار دون معرفتهم الشخصية بالأسرة، بدافع التعاطف والتضامن: «هذه الشائعات مبنية على كلام القاتل الذي قتل زوجتي وعيالي بدم بارد، بنتي لم تتعرض لأي شيء، والتقرير الطبي يؤكد ذلك، أتمنى أن تكشف التحقيقات كل الحقائق ليُرد الاعتبار لزوجتي وأطفالي البريئين».
تفاصيل جريمة اللبيني فيصل
وتعود تفاصيل الجريمة المروعة، التي أطلق عليها الرأي العام «جريمة اللبيني» نسبة إلى موقع الحدث في حي اللبيني بمنطقة فيصل، إلى يوم 21 أكتوبر الجاري، حيث كانت الضحية الأولى، والدة الأطفال، تقيم برفقة أبنائها الثلاثة في شقة مستأجرة، كانت تعيش علاقة غير مشروعة مع صاحب محل أدوية بيطرية في المنطقة، الذي اكتشف ما وصفه بـ«سوء سلوكها»، مما دفعه إلى التخطيط للانتقام.
واعترف المتهم، خلال التحقيقات، بأنه وضع مادة سامة قاتلة، حصل عليها من محله، في كوب عصير قدمه للأم، مما أدى إلى وفاتها فورًا بسبب التسمم الحاد، كما أكد تقرير الطب الشرعي المبدئي.
لكن الجريمة لم تقف عند هذا الحد؛ فقد امتدت الوحشية إلى الأطفال الثلاثة: سيف (11 عامًا)، جنى (13 عامًا)، والطفل الثالث الذي ألقاه في مصرف صحي «ترعة».
وبعد مقتل الأم، أغلق المتهم الشقة وألقى الجثث في مكان نائ، مما أثار غموضًا أدى إلى بلاغ من الأب بتغيب زوجته وأولاده منذ 27 سبتمبر.
وكشفت التحريات الأمنية عن دور المتهم بعد تتبع حركته وسيارته، حيث اعترف بارتكاب الجريمة كاملة، مدعيًا أنها «انتقام من خيانتها له»، وأصدرت وزارة الداخلية المصرية بيانًا رسميًا يؤكد ضبط المتهم وإحالته إلى النيابة العامة، التي تواصل استكمال التحقيقات لكشف كافة الملابسات، بما في ذلك دور أي أطراف أخرى محتملة.
جد الضحايا يبرئ الأم
من جانب آخر، أعرب جد الضحايا، ناصر عبدالمجيد، عن غضبه الشديد في تصريحات للإعلام، قائلًا: «الأم كانت محترمة وتكافح لأجل أولادها، رغم خلافاتها مع زوجها، ولم تكن عند أحد، الأطفال ذنبهم إيه يموتوا بالطريقة دي؟ حسبي الله ونعم الوكيل في المتهم اللي دمر بيتنا كله»، مؤكدًا أن أسرة الزوجة لم تحضر الجنازة حتى الآن، مشيرًا إلى أن «حقهم هيرجع».
التحقيقات مستمرة
وتواصل أجهزة الأمن والنيابة العامة تحقيقاتها، بانتظار التقرير النهائي للطب الشرعي الذي سيضع النقاط على الحروف ويكشف الصورة الكاملة للجريمة، وسط دعوات شعبية متزايدة لتشديد العقوبات على تلك الجرائم.
أخبار ذات صلة

0 تعليق