في تطور مثير للجدل يهز أركان العائلة المالكة البريطانية، أعلنت شرطة المتروبوليتان في لندن، اليوم، فتح تحقيق رسمي في تورط الأمير أندرو، شقيق الملك تشارلز الثالث، في محاولة لتشويه سمعة فيرجينيا جيوفري، الفتاة المراهقة التي اتهمته بالاعتداء الجنسي عليها قبل أكثر من عقدين ضمن فضيحة الملياردير الأمريكي جيفري إبستين.
ويعد هذا التحقيق، الأول من نوعه ضد عضو في العائلة المالكة منذ أكثر من 20 عاماً، يعود إلى أحداث وقعت في عام 2011، إذ يُزعم أن أندرو استخدم ضابط حماية شخصية مدعوماً من الضرائب للتنقيب عن معلومات مخلة بسمعة الفتاة التي اتهمته والسعي لتشويه صورتها.
وتعود القصة إلى الثمانينات والتسعينات، عندما كانت فيرجينيا جيوفري، البالغة من العمر 17 عاماً آنذاك، ضحية لشبكة الاتجار بالبشر الجنسية التي قادها الملياردير الأمريكي جيفري إبستاين وشريكته غيسلين ماكسويل، واتهمت جيوفري الأمير أندرو بأنه اعتدى عليها جنسياً ثلاث مرات في لندن ونيويورك وجزر العذراء، بينما كانت تعمل كـ«مُدلكة» لإبستاين.
ونفى أندرو الاتهامات بشدة، لكنه أدخل تسوية خارج المحاكم معها في عام 2022، دون الاعتراف بالذنب، مقابل دفع تعويض مالي غير معلن عن قيمته، معترفاً بـ«معاناة» جيوفري ضحيةً للاتجار.
وأعادت مذكرات جيوفري المنشورة بعد وفاتها بسبب انتحارها في أبريل الماضي، إحياء الفضيحة، إذ كشفت رسائل إلكترونية مسربة أن أندرو، في 2011، أرسل بريداً إلى إد بيركينز، نائب سكرتير الصحافة للملكة إليزابيث الثانية الراحلة، يفيد فيه بأنه طلب من ضابط الحماية الخاص به التحقيق في خلفية جيوفري، وذلك فقاً لتقرير نشرته صحيفة «ميل أون صندي» البريطانية.
وقدم أندرو للضابط تاريخ ميلادها ورقم الضمان الاجتماعي السري، بهدف كشف «سجل إجرامي» أو أي معلومات قد تسيء إلى مصداقيتها، وذلك قبل نشر صورة شهيرة تظهر أندرو يضع ذراعه حول خصرها شبه العاري بجانب ماكسويل في لندن عام 2001.
وأكدت الشرطة المتروبوليتان أنها «تنظر بنشاط» في هذه الادعاءات، مشيرة إلى أن استخدام ضابط شرطة لأغراض شخصية يُعد انتهاكاً خطيراً للإجراءات، ويُعتقد أن الضابط لم ينفذ الطلب، وأكدت عائلة جيوفري أنها لم تكن لديها أي سجلات إجرامية، ومع ذلك، أثارت عائلة الضحية غضباً شديداً، مطالبة الملك تشارلز بإزالة لقب «أمير» من أخيه.
وأعلن قصر باكنغهام يوم الجمعة أن أندرو سيزيل عن نفسه لقب «دوق يورك» وباقي الألقاب الملكية المتبقية، بعد كشف رسائل إلكترونية أخرى تظهر استمراره في التواصل مع إبستين لفترة أطول مما اعترف به سابقاً، وذلك في أعقاب انسحابه من الواجبات العامة عام 2019، بعد مقابلة تلفزيونية كارثية نفى فيها الاتهامات بطريقة أثارت السخرية العالمية.
أخبار ذات صلة
0 تعليق