عاجل

لماذا الغموض في خطة غزة ؟ - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
رغم التفاؤل الذي يسود الأوساط الأمريكية بانتهاء الحرب، فإن الوثيقة التي نشرها البيت الأبيض، أمس (الإثنين)، عقب انتهاء قمة شرم الشيخ، ووقع عليها رؤساء أمريكا ومصر وتركيا وقطر، لا تتضمن أي تعهدات أو ضمانات أمنية بعدم تجدد الحرب والإبادة بعد تسليم الرهائن، ولا إشارة للانسحاب الإسرائيلي الكامل أو حتى الجزئي وجدوله الزمني من قطاع غزة، أو كيفية نزع سلاح حماس ومصير مقاتليها.
ولم تتحدث الوثيقة عن من سيحكم غزة خلال الفترة الانتقالية وكم هي مدة هذا الحكم؟ ولاحق تقرير مصير الفلسطينيين، أو الدولة الفلسطينية المستقلة، ولم يقدم البيان الرئاسي أي تفسير للاتفاقية التي وافقت على بنودها العامة منذ أيام حماس وإسرائيل.


نقاط غير واضحة


ويعتقد مراقبون سياسيون، أن هناك عدة نقاط لا تزال عالقة أو غير واضحة في الخطة المقدمة، وسط مخاوف من انهيارها في أية لحظة، ومنها: نزع سلاح حماس، الانسحاب الإسرائيلي، الهيئة الدولية التي ستشرف على إدارة غزة، والترتيبات الأمنية.
ورفضت حماس في وقت سابق تسليم السلاح، واعتبرت أن تلك المسألة تبحث داخلياً، في حوار فلسطيني فلسطيني، وطالبت بضمانات أمريكية لانسحاب إسرائيل بشكل كامل من غزة.
في حين كررت إسرائيل أكثر من مرة أنها لن تقبل باحتفاظ حماس بسلاحها، وألمح رئيس وزراء الاحتلال إلى عدم الانسحاب الكامل من القطاع، رغم إعلانه الالتزام بخطة ترمب.
يذكر أن قوات الجيش الإسرائيلي انسحبت من معظم مدينة غزة، ومدينة خان يونس جنوبًا، ومناطق أخرى، إلا أنها لا تزال متواجدة في معظم مدينة رفح جنوبًا، وفي بلدات أقصى شمال غزة، وعلى طول الحدود بين القطاع وإسرائيل.

مستقل القطاع المنكوب


ولا يزال مستقبل حكم غزة غير واضح، إذ إن الخطة الأمريكية، تتحدث عن تولي هيئة دولية إدارة القطاع، مع إشرافها على تكنوقراط فلسطينيين يديرون الشؤون اليومية، في حين رأت حماس أن حكومة غزة يجب أن تُحدد من قبل الفلسطينيين أنفسهم.
وتحدثت الخطة عن دور مستقبلي محتمل للسلطة الفلسطينية بعد مرورها في إصلاحات جذرية، وهو أمر طالما عارضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وألمحت الخطة إلى إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقبلية، وهو أمر رفضه بشدة نتنياهو.

تجنب التفاصيل


وفي هذا السياق، اعتبر دبلوماسيون غربيون أن قوة خطة ترمب تكمن في غموضها، إذ تجنّبت التفاصيل الدقيقة التي قد تُفشل المفاوضات، لكنها في الوقت نفسه تركت «الكثير ليُحسم لاحقًا».
وحذر هؤلاء من أن أي تباطؤ في تنفيذ بنود الاتفاق قد يدفع الأطراف المتشددة في إسرائيل إلى الضغط لاستئناف العمليات العسكرية، ما يُهدد بإجهاض الاتفاق في مهده.
وقال الخبير الأمريكي في شؤون الشرق الأوسط جون ألترمان: إن ترمب بات قادرا على توجيه نتنياهو، لأنه أكثر شعبية منه في إسرائيل، ويمكنه أن يدعم مستقبله السياسي، أو ينسفه تمامًا، وفق قوله.
إلا أن آخرين حذروا من أن أي تغيير في التحالفات داخل الكنيست قد يعقّد مستقبل الاتفاق، خصوصًا إذا تزايدت ضغوط اليمين الإسرائيلي أو تراجعت الحماسة العربية لدعمه في حال فشلت المفاوضات بشأن إقامة دولة فلسطينية مستقبلية، وهي النقطة الأكثر حساسية في الوثيقة.

أخبار ذات صلة

 

0 تعليق