لم يكد نصف شهر أكتوبر يمر حتى وجدنا أنفسنا أمام زخم من الأحداث التي تُشبه لوحة وطنية مكتملة الأركان.. الدولار ينخفض، والنيل يفاض بالمياه بعد مواسم جفاف، ومصر تفوز برئاسة اليونسكو، ومفاوضات معقّدة تُدار بحكمة وهدوء، وإنجازات داخلية تتوالى في ميادين الأمن والتعليم والرياضة والدبلوماسية. كل ذلك يجري في توقيت واحد، وبقيادة رجل واحد، يُدير الدولة بمنطق “الدولة القادرة لا تعرف المستحيل”.. إنه الرئيس عبد الفتاح السيسي.
من تابع هذا الشهر فقط، يُدرك أن ما يجري في مصر اليوم ليس عابرًا، بل نتاج رؤية شاملة تُنفّذ بتوقيت مُحكم. انخفاض الدولار أمام الجنيه لم يأتِ مصادفة، بل جاء بعد ملفات اقتصادية شاقة، وإعادة بناء مؤسسات الإنتاج والاستثمار، ومحاربة الأسواق السوداء، وإعادة الثقة في الدولة واقتصادها.
وفي اللحظة التي يستعيد فيها النيل تدفقه، كنا نستعيد الثقة في قدرة دولتنا على التفاوض وحماية حقوقها المائية. مفاوضات سد النهضة تُدار بصبرٍ لم يفهمه البعض في البداية، لكنها اليوم تكشف عن سياسة نفس طويل، لا تُفرّط في حق ولا تُلوّح بشعارات.
وها هي مصرنا العظيمة تفوز برئاسة المجلس التنفيذي لليونسكو ليس منصبًا دبلوماسيًا فحسب، بل هو عودة لصوت الحضارة المصرية في أكبر منظمة ثقافية في العالم. هذا الفوز يُكمل ما بدأته الدولة من استعادة الآثار، وتأمين التراث، وفتح المتاحف الكبرى كالمتحف المصري الكبير، وتأكيد أن مصر ليست فقط دولة تاريخ.. بل صانعة حضارة في الحاضر والمستقبل بإذن الله.
ولا تتوقف دولتنا عن إعادة بناء مؤسساتها من الداخل، حيث يتم تخريج دفعات من الشرطة والحربية في توقيت واحد. هذه ليست مراسم احتفال، بل إعلان مستمر أن أمن مصر في أيدٍ واعية، شابة، مدرّبة، تضحى من أجلها باحثة عن تفوقها وتطويرها.
وليس صدفة أن في نفس الشهر، نسمع عن نجاحات رياضية وصعود منتخبنا الوطني لكأس العالم، لأن الدولة التي تُقيم مشروعات قومية، هي نفسها التي تدعم الملاعب، وتبني الأكاديميات، وتؤمن أن قوة الدولة لا تكتمل بلا قوة شعبها في كل مجال.
الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم لا يُكثر من الخطابات، بل يترك الواقع يتحدث.. مشروعات بنية تحتية، مدن جديدة، صعيد يعود إلى الحياة، محطات مياه عملاقة، مصانع تفتتح، جامعات تُبنى، وطرق تربط مصر من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب. إنها دولة تعمل كخلية نحل، حتى أصبحنا لا نفاجأ بإنجاز جديد، بل نسأل.. ما القادم؟
مصر في لحظتها الحالية تمر بمرحلة قيادة تاريخية تُعيد تشكيل ملامح الجمهورية. ما نراه ليس حشد أحداث، بل صناعة حقائق. لذلك، ليس غريبًا أن يقول الناس "كل هذا ولم نصل لنصف أكتوبر بعد.. أيُّ نشاط هذا؟"
إنها عظمة تُصنع، ودولة تُبنى، ورئيس يؤمن بأن التاريخ لن يرحم من يُضيع الفرص، ولن ينسى من يصنع المستقبل.
0 تعليق